الكلمة الطيبة

كم من كلمات نسجت من عبق الرياحين ولامست حروفها شغاف قلوبنا، وعلت بنا عنان السماء ، ومسحت عن جبيننا ساعات العمل الشاق، وهتفت بها قلوبنا، ولهجت بها ألسنتنا، فصارت كأنشودة يطرب لسماعها القاصي والداني
،
تلك هي الكلمات الطيبة التي عمرت بها البيوت، وعتقت بها الأعناق، ونالت أوسمة لاتنسى نقشت في صفحات الزمان ، صدق الكريم العظيم عندما سماها في كتابه العزيز كلمة طيبة ، وشبهها بشجرة طيبة فقال :
( مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)
فكما للشجر ثمار طيبة ينتظرها الجميع كذلك تلك الكلمة لها ثمار في قلوب الخلائق لا يتقنها إلا من نشأ و تربى عليها وسطع في قلبه منهج رباني لا يحيد عنه ، وأول هذه الثمار أنها تضفي على صاحبها هيبة كما ترفع من قدره ومن ثم تجبر خاطر الآخرين، وأثمن هذه الثمرات أنه ينال بها الدرجات العالية عند الخلق والخالق ،
فهنيئا لمن حملها في حقيبته وجعلها جرعة يشفي بها صدور المتعطشين لها في كل مكان يحل به أو يرتحل إليه